[size=18]
كنا نفضل اللعب وقتها على كل ما كان يفرض علينا من الكبار، كان صوت ابي نذير شؤم حين يقطع علينا اوقاتنا في اللهو لاي سبب كان
كان ربيع ابن عمي يكبرني سناً واكثر حنكة مني حين كان يأخذنا لحارة بير المعين للعب خوف ان يقطع ابي علينا متعتنا
وفي الفترة الاخيرة ازداد ما نخشاه فقد مرض جدي وفي كل مرة كان يحس فيها بضيع يطلب من ابي ان يجمعنا حوله ليحاول قول
بعض كلمات لنا كان يتلعثم في لفظها والكل يحاول فهم ما يقول وانا وابن عمي نحس بشئ من الضيق والملل وخصوصاً بعد ان تكررت
هذه اللمة المفرغة من اي شيئ كان يقول جدي لوالدي كلما مرض او احس بتعب احضري لي مفتاح البيت فيأتي ابي بتلك القطعة الحديدية
الثقيلة المعلقة على الحائط ويضعها في يد جدي فيهدئ باله وتسكنه سكينة غريبة
في اخر مرة طلب فيها جدي المفتاح قال لوالدي وكأنه يوجه كلامه لنا جميعاً ضعو هذا المفتاح معي في القبر
حتى اذا بعثت يوم القيامة سأطلب من ربي ان يعيد لي بيت القديم في بلدنا المحتلة
لا جنة دون تلك الدار
مات جدي وفارق الحياة ولا زال المفتاح معلق مكانه
سألت ابي لماذا لم تضع ذلك المفتاح مع جدي في القبر؟
قال لي لتفعل انت ذلك وضعه في قبر ؟!!؟