فن فلسطيني رائع

[
size=18]صناعة القش اليدوية هي من الصناعات والحرف التقليدية الهامة في فلسطين ولكن هذه الحرفة أخذت بالأندثار رغم كونها مصدر رزق لبعض الأسر والعاملين فيها حيث تلاقي في وقتنا الحاضر كساداً بين مختلف شرائح المجتمع .ولكن "عندما تمارس عملاً كهذا تحس أنك فلسطيني بامتياز".

وتعتمد صناعة القش على النسج النباتية، قش، قصب، أو قشور خيزران، أو سوق القمح والشعير، أو حتى الألياف النباتية بشتى انواعها ومصادرها والصناعات القشية عموما هي صناعات ريفية وذلك تبعا لتوفر المادة الخام على مقربة من المحترفين والمحترفات اللواتي يزاولن عملهن في أوقات فراغهن أو لتأمين احتياجات منازلهن وغلالهن.
وتشتهر محافظة طوباس بزراعة القمح منذ أيام الكنعانيين، وتشتهر النساء هنا بهذه الصناعة التراثية، بيد أن هذا الفن آخذ بالتلاشي خلال السنوات الماضية بسبب التحول السريع في نمط الحياة التي لم يعد تستخدم فيه الأواني القشية في الأعمال اليومية، لكن استخدامها للزينة مازال أمراً وارداً عند الكثيرين. حيث ينتج ما يفرش كالبسط على الأرض أو تحت السجاد منعاً لرطوبة الأرض وفي النزهات البرية أو الأواني والعديد من الأشكال التي تستخدم كزينة.

وقد عرفت الحصر أول ما عرفت في الريف والبادية ونسجت من شتى الألياف النباتية وقد تحسنت صناعتها بعد ما بلغته من جودة في النوعية ودقة في النسج وحسن اختيار القش الملائم طولاً ونعومة وما أدخله الحرفيون عليها من تلوين ورسم جعل منها مادة ضرورية للفرش في البيوت ومن الملاحظ أن انتاج الحصر في عصرنا شهد تحولا كبيراً وما أدخل على مادته من تطوير باستخدام المواد البلاستيكية وخيوط النايلون بالإضافة إلى استعمال الأنوال الآلية الحديثة للصناعة قلص وقلل عدد المحترفين اليدويين إلى حد كبير إلا ما بقي منهم في المناطق الريفية كما زادات نسبة الإنتاج ازدياداً كبيراً.

كما تتم صناعة أطباق القش من ألياف القمح الأخضر واليابس وقت الحصاد فورا وهي حرفة يدوية منزلية غالبا تمارسها ربات البيوت في قرى فلسطين وخلال أوقات الفراغ والبعض يمارسنها سابقا على أنها مهنة للرزق تصنع أطباق القش والسلال وقراطيل القش وحقائب اليد النسائية من القش وتصنع قطع التزيين والديكور حسب الطلب.

وتستعمل الأصبغة في هذه الصناعة حيث ان العمل يدوي بحت ويعتمد على تدليك القش بعد نقعه في الماء وحياكته يدويا بشكل بسيط وضمه الى بعضه بعضا في إطار اللف بشكل دائري. إن القش يحضر في موسم الحصاد حيث تذهب النسوة إلى حقول القمح بعد حصاده مباشرة، ويبدأن بالتقشيش (جمع القش).
وفي مرحلة لاحقة قبيل البدء في عملية الصناعة، ينقع القش في الماء لمدة ساعتين ومن ثم يلف بقطعة من الخيش تحفظ رطوبته.
إن نقع القش بالماء يساعد في ثنيه وعدم تكسره أثناء العمل.

كما تتم صناعة أوعية لوضع الخبز فيها وطبق العجين الذي توضع فيه أقراص العجين وطبق السفرة للطعام وهناك أيضا بعض الأطباق الدائرية التي تضيق في أعلاها ويوضع فيها أدوات الخياطة من مقص وخيطان وبعض اللوازم.

وتصنع السلال أيضا من مادة القش وهي حرفة يدوية لا نزال نرى صانعيها في قرانا وتصنع من قشور نبات القصب أو من شرائح هذا النبات وتدلك بطريقة فنية جميلة ليصنع منها أوعية جميلة متسعة وصحية في استعمالاتها لنقل الفاكهة والخضار.

وهناك أيضا حرفة تقشيش كراسي الخيزران وهي من الحرف الدقيقة التي تمارس ويمكن اعتبارها من الحرف القائمة حتى الآن ذلك أن كرسي الخيزران هو تقليدي ومتين ومريح وهناك حرفيون يعملون على صقل الكراسي وتلميعها وتثبيت دعائمها باستمرار ومن ثم تقشيشها حيث يدخلونها بطريقة فنية في ثقوب قاعدة الكرسي وتدلك باسلوب هندسي تظهر معه القاعدة في النهاية على شكل سطح مستدير متميز بثقوب سداسية.

ويصنع من القش أيضا المكانس وهي من الحرف المنتشرة وتستخدم كأداة منزلية مفيدة في التخلص من الغبار والأوساخ وتصنع المقشات المعروفة المكنس من مشدات خشبية يجمع القش بينها على شكل مثلث تقرب قاعدته من 60 سم ويثبت في إحدى زواياه مقبض متين من نفس القش ثم يعمد الى ربط وخياطة ذلك الشكل بخيوط قوية ليأخذ شكل المقشة وهناك نوعان من المكانس الناعم والخشن وكلها أدوات تستخدم للتنظيف المنزلي,.

وتبقى صناعة القش من الحرف التقليدية الجميلة والمهمة والعريقة والتي يجب الحفاظ عليها ودعمها لتبقى كونها تمثل حقبة كان الالتصاق بالارض ومنتوجاتها يشكل دورة حياة الفلاح وتمثل حياته حيث مضى الان الزمن بعيدا عن هذه الحرف التي تحمل عبق الماضي والذكريات وفائدة[/size] النباتات للإنسان وخدمته.

فن فلسطيني رائع VCU44403